رغم كل التحديات الهائلة التي يمر بها القطر المصري منذ ما يقترب من أربعة أعوام إلا أن هذا الوطن يشهد أيضاً حراكاً علمياً منقطع النظير، ظهر في زيادة نشاط العديد من المؤسسات الحكومية مثل صندوق العلوم و التنمية التكنولوجية و أكاديمية البحث العلمي و المؤسسات الخاصة مثل مؤسسة مصر الخير في دعم تمويل البحث العلمي مما انعكس على زيادة ملحوظة في نشاط الباحثين بمصر. أضف إلى ذلك التقدم الملحوظ في الأنشطة التعليمية و البحثية لمدينة زويل للبحث العلمي و التكنولوجيا و التنافس بينها و بين جامعة النيل.  

ورغم كل هذه التحديات إلا أن وزارة البحث العلمي متمثلة في صندوق العلوم و التنمية التكنولوجية قد قامت بدعم 30 مشروع لإنشاء مراكز تميّز للبحوث على مستوى القطر من شماله لجنوبه و ذلك من خلال برنامج تنافسي رائع اعتمد على المقاييس العالمية في التقييم من خلال ثلاث مراحل متتالية شاملة التقييم العلمي لكل مشروع مقدم ثم عرض المشروعات من الفريق البحثي أمام لجان علمية متخصصة لمناقشته وجهاً لوجه ثم زيارة ميدانية للمكان المزمع إنشاء المركز فيه. و قد تمّ دعم مراكز في مؤسسات لها اسم كبير مثل مدينة زويل العلمية و مستشفى الأطفال 57575 و معهد الأورام ومركز مجدي يعقوب و جامعة القاهرة و عين شمس و الإسكندرية و المركز القومي للبحوث وكذلك الجامعات الأخرى مثل جامعة المنصورة و طنطا. 

وبالرغم من تنظيم العديد من المؤتمرات التي تتناول المحاضرات و البحوث العلمية إلا أن مجال البحث العلمي في مصر يحتاج إلى نوع  آخر من المؤتمرات التي تهدف إلى إثراء التعاون بناءً على الامكانات المتاحة عند المراكز البحثية المختلفة خاصة الامكانات التي من الصعب وجودها في اكثر من مكان. وبفكر جديد كبادرة طيبة من جامعة طنطا متمثلة في مركز التميز لأبحاث السرطان تم تنظيم فعاليات المؤتمر السنوي الأول للمركز تحت عنوان " Next Generation Cancer Research & Diagnosis" وذلك يوم الاثنين الموافق 24 فبراير 2014 بمركز المؤتمرات – المجمع الطبي – جامعة طنطا بمصر و لمدة يوم واحد بحضور الأستاذ الدكتور/ عبد الحكيم عبد الخالق خليل رئيس جامعة طنطا و الأستاذ الدكتور/ ابراهيم سالم نائب رئيس جامعة طنطا و الأستاذ الدكتور/ محمود صقر المدير التنفيذي لصندوق العلوم و التنمية التكنولوجية كما تشرف المؤتمر والأستاذ الدكتور/ نادية زخاري وزير البحث العلمي السابق و الأستاذ الدكتور/ حسين خالد وزير التعليم العالي الأسبق و لفيف من العلماء الذين لهم بصمة بائنة في البحث العلمي و الذين تم تكريمهم ضمن فعاليات المؤتمر.

رأس المؤتمر السيد الأستاذ الدكتور/ محمد لبيب سالم أستاذ علم المناعة بكلية العلوم جامعة طنطا والباحث الرئيسي لمشروع إنشاء مركز التميز لأبحاث السرطان بجامعة طنطا وصاحب المدرسة العلمية المعروفة في مجال أبحاث السرطان.

ويعد هذا الحدث المتميز هو الأول من نوعه حيث ضمّ كافة مراكز التميز المصرية المدعمة من صندوق العلوم و التنمية التكنولوجية التابع لوزارة البحث العلمي  بهدف التعريف بهذه المراكز و بحث سبل التعاون و تبادل الخبرات فيما بينهم و وضع استراتيجية شمولية لحل المشاكل المتعلقة بالبحث العلمي في مصر وخاصة في مجال السرطان و كذلك تقديم الدعم لشباب الباحثين و إعطائهم الفرصة للاستفادة من الخبرات العلمية للعلماء البارزين في مصر وتشجيعهم على تكوين فرق بحثية متكاملة و العمل بروح الفريق بهدف الارتقاء بمستوى البحث العلمي في مصر و الذي كان من أبرز و أهم أهداف هذا المؤتمر.

وقد شارك في فعاليات المؤتمر نخبة من أهم العلماء بمدينة زويل للعلوم و التكنولوجيا و أمريكا و بلجيكا و مستشار وزير التعليم العالي من خلال إلقاء محاضرات علمية متميزة ثم أتبعت بجلستين علميتين إحداهما في أبحاث الأورام و جلسة أخرى عن الاكتشافات الحديثة في مجال الخلايا الجذعية و علاقتها بالسرطان.

وقد لاقى المؤتمر نجاحاً كبيراً حيث بلغت نسبة الحضور و المشاركين في المؤتمر إلى أكثر من 800 فرد من مختلف الأطياف (طلاب و خريجين وأعضاء هيئة تدريس من داخل جامعة طنطا و خارجها و مراكز بحثية و إعلاميين)، كما تم تغطية المؤتمر إعلامياً من قبل القنوات الفضائية و المحلية (CBC، الدلتا) و الإذاعة المحلية و الصحف القومية و الخاصة.

و قد انتهت فعاليات المؤتمر بالوصول الى التوصيات الآتية:

1. استمرارية تنظيم المؤتمر ليكون المؤتمر القادم في شهر اغسطس بمركز أبحاث الخلايا الجذعية بالإسكندرية.
2. أن تقدم دورات تدريبية للمراكز البحثية لشباب الباحثين من الجامعات المصرية المختلفة.
3. أن تقوم الدولة بالدعم الدائم للمراكز البحثية من الناحية المادية متمثلة في وزارة البحث العلمي و صندوق العلوم و التنمية التكنولوجية.
4. إنشاء شبكة ربط بين المراكز البحثية على مستوى الجمهورية.
5. أن تلتقي فرق العمل البحثية بجميع المراكز المتخصصة كل ثلاث شهور للتشاور و التعاون.

مع تمنيات فريق العمل بمركز التميز لأبحاث السرطان بجامعة طنطا، بالأمنيات الطيبة للباحثين بهذا المجال و المجالات الطبية المتعلقة و التوفيق في ايجاد الحلول للمشاكل الصحية العاجلة و الآجلة من خلال تعاون استراتيجي على مستوى المركز البحثية التي تم دعمها بالفعل من صندوق العلوم و التنمية التكنولوجية.